تفوّق المملكة في حرب الإرهاب و الخيوط المتينة و الرفيعة في العلاقات الأمريكية
إحباط محاولة إرهابية في مدينة الرياض وما تبعه من سلسة من الإنجازات الأمنية في كشف عدد من خلايا الفساد والتطرف و صناع الكراهية البغيظة التي لجأت إلى سلاح اليأس من روح الله وترويع الآمنين. كان الثمن غالياً باستشهاد عدد من حماة الأمن والمواطنين الأبرياء، ومذلة وخزي للإرهاب.
الانتصار السعودي المتتالي على الإرهاب يلاقي جحوداً ورفضاً عجيباً لشمس الحقيقة بين الموالين للوبي الصهيوني في أروقة الكونجرس الأمريكي. إن إخفاء وعدم الكشف عن 28صفحة من التقرير الذي أعده الكونجرس هو استخفاف بعقل المواطن الأمريكي الذي يريد معرفة الحقيقة.
وقد أبدت المملكة رغبتها في قيام الإدارة الأمريكية بنشر الجزء الخاص بالسعودية في التقرير. لأن نشره سيطلع العالم على التجني و الاتهامات الكاذبة الواردة في التقرير. وسوف يضع معدي التقرير في زاوية حرجة أمام الشعب الأمريكي والعالم وربما إلى سحب الثقة من أمثال هؤلاء. كما أن نشره سيمكن المملكة من الرد على ما فيه من ادعاءات، وكشف الدسائس التي يحيكها البعض لتهميش الدور السعودي في مكافحة الإرهاب.
كلمة الأمير نايف في الاجتماع التشاوري الرابع لوزراء الداخلية بدول التعاون لهذا العام فيها العديد من الإشارات الذكية الواقعية التي تساهم في الرد على هذا التقرير، ويمكن تلخصيها في التوثيق التالي:
(1)إن ظاهرة الإرهاب اجتاحت مختلف دول العالم.
(2)إن هذه الظاهرة أشغلت العالم وأصبحت هموماً ثقيلة الظل.
(3)إن المملكة حذرت من خطورة وانعكاس آثار الإرهاب على الأمم.
(4)إن المملكة كررت النداءات للعالم الغربي لمزيد من التعاون للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة ، ولم تلق أذاناً صاغية.
(5)إن المملكة في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب.
(6)الحكم على الإرهاب في المملكة يستمد سلطته من الكتاب والسنة دستور البلاد ومنهجه. وهي خير سلاح في مواجهة الإرهاب والتخريب والفساد.
(7)الإرهابيون أبعد ما يكونون عن تعاليم الإسلام وقيمه السمحة وأن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً. وهو منهج إنساني ثابت في العقل السعودي الرسمي و الشعبي.
(8)المملكة تميز بين الإرهاب الذي ينبغي محاربته وإدانته ، وبين حق الشعوب في الكفاح المشروع من أجل مقاومة قوى الاحتلال وتحرير الأرض واسترداد الحقوق. ولن يطول الزمن في الكشف عن أذيال الإرهاب، بإذن الله ثم بتعاون المواطن ورجل الأمن و بالقبض عليهم ستكشف ملابسات هذا المرض الخبيث.
فماذا فعل غيرنا في الكشف عن ذيول اليمين المتطرف الذي يغذي الحقد والكراهية في بلاد جعلت الحرية والديمقراطية شعاراً لها.
وفي خضم حرب الإرهاب ظهر عمق إيمان المواطن السعودي بالله وحفظه لهذه البلاد من السوء والجهالة. وكذا صلابة الوطن والمجتمع الذي أصابه بعض العناء النفسي من سلوك غير مبرر لا يتفق مع مبادئ الولاء لهذا الدين والوطن.
و المثل بالمثل يذكر، فبعض الجنود الذين قاتلوا في فيتنام وغيرها تحولوا إلى عتاة من المجرمين، حتى أنه يخيل إلى بعضهم أنهم يقومون بمهام بطولية للقضاء على الأعداء. فكانوا نقمة على أمريكا وظهر العديد من أفلام هوليود الدرامية لتحكي هذه المأساة الإنسانية. ومازال حتى اليوم يظهر منهم حالات ونوبات تربك كيان المجتمع الأمريكي بين الفينة والأخرى.
إن الفتنة ليست مقيدة بزمان ولا مكان. فهي تحدث دوماً وعلى مدار التاريخ، فالخوارج وغيرهم كان لهم صولات ثم أخمدت ولكنها لم تمت. وهذا يعني أن ظهور خوارج القرن الواحد و العشرين ليس سابقة ولكن داء يتم علاجه بالقوة والحكمة.
والمملكة سبقت العالم في حرب الإرهاب…. والعالم سبقنا في ظهور الفكر المتطرف… كاليمين الأمريكي المتطرف وجماعاته الدينية التي سطرت نموذجاً في الانتحار الجماعي، وجماعة التكفير والهجرة وغيرهم ممن حملوا السلاح وروعوا الآمنين والسياح. بالتأكيد أن هذا لم يكن بسبب المناهج التي درسوها في بلدانهم، ولا تطرف مجتمعاتهم. إنما الزيغ والضلال كان من عند أنفسهم، وصنع بنات أفكارهم.
و المملكة دائماً تسعى لأن تكون مواقفها واضحة جلية و قد قال سفير المملكة في الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان إن الصفحات المحجوبة من التقرير “يستخدمها البعض لإيذاء بلادنا وشعبنا”. وأنه ليس لدى المملكة ما تخفيه. يمكننا الرد على أي سؤال علني، ولكننا لا يمكننا الرد على صفحات بيضاء.
وفي الختام أقول أن خير تشبيه لهذه الصفحات المحجوبة بأنها كالخفافيش التي لا تعيش إلا في الظلام والوحل، ويزعجها أن ترى النور لأنه شمس الحقيقة.
جريدة الرياض
أحدث التعليقات